المعتقل السياسي:محمد صالح
مواليد 1986 –صفرو
السنة الثالثة : قانون خاص
رقم الإعتقال :56884
مواليد 1986 –صفرو
السنة الثالثة : قانون خاص
رقم الإعتقال :56884
شهادة حول التعذيب
خاضت الجماهير الطلابية معارك نضالية من الحجم الكبير ضد البنود التخريبية لـ(الميثاق الوطني للتربية و التكوين) بإعتباره مخطط طبقي يستهدف حق أبناء الشعب في التعليم, و كانت رئاسة الجامعة و النظام بشكل عام إنسجاما و طبيعته اللاوطنية اللاديمقراطية اللاشعبية عادة ما يلجأ إلى القمع في محاولة لإيقاف المد النضالي للجماهير الطلابية التي إستطاعت إيصال هذا القطاع, قطاع التعليم, الذي يمكن أن نقول عنه أنه قد سَلِمَ نوعا ما من موجة الخوصصة التي طالت كل القطاعات الإجتماعية (الصحة, الماء و الكهرباء, النقل...) بفضل قوة الحركة الطلابية, و إنتظامها من داخل إطارها العتيد الإتحاد الوطني لطلبة المغرب, رغم المحاولات المتكررة للنظام من خلال المخططات الطبقية «الميثاق الطبقي للتربية و التكوين» و الذي وصل إلى النفق المسدود و كذا «المخطط الإستعجالي» و الذي يشكل الآن الرهان (الجديد من حيث الشكل و القديم من حيث المضمون) من أجل تفويت هذا القطاع إلى القطاع الخاص.
و من موقع الدفاع عن مجانية التعليم و إنسجاما و شعار "المجانية أو الإستشهاد" خاض الإتحاد الوطني لطلبة المغرب مجموعة من المعارك النضالية خاصة بموقع ظهر المهراز بفاس.
فبعد نجاح الخطوات النضالية التي خاضتها الجماهير الطلابية بجامعة محمد بن عبد الله خاصة هذه السنة 2009/2008 ضد البنود التخريبية أو ما تبقى منها (نقطة الإقصاء, الموازنة بعد الإستدراك...) بكلية الحقوق حيث جسدها الطلاب بمقاطعة الإمتحانات الخريفية, و بعد أن أبان الطلاب عن مدى تشبتهم بمطالبهم العادلة و المشروعة لم يبقى أمام النظام القائم بالمغرب إلا اللجوء إلى أسلوب القمع و الإعتقال آملا في إيقاف المد النضالي للجماهير الطلابية, و كاشفا بذلك عن طبيعته اللاوطنية اللاديمقراطية اللاشعبية, و هذا ما اتضح يوم الإثنين 23 فبراير 2009 بعدما أقدمت قواة القمع بمختلف أنواعها على اقتحام الحرم الجامعي مستخدما كل أنواع الأسلحة في جو شبيه بالهجوم الذي شنه الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة, و خلف هذا الهجوم إصابات بليغة في صفوف الطلاب و إعتقالات بالجملة حيث كنت أحد المعتقلين بعدما تمت مطاردتنا داخل كلية الحقوق فإنتقلنا إلى كلية العلوم ثم كلية الآداب حيث تم إعتقالي رفقة جمال عصفوري, محمد عدلي, محمد الزغديدي رفقة مجموعة من الطلاب, ثم أجبرونا على الجلوس على الركبتين أمام باب كلية (الآداب) فبدؤ يسألوننا عن أسمائنا سألني أحدهم عن إسمي و ما إن أجبته حتى ألقى بي على الأرض وسط أزيد من 10 من رجال القمع و هو يقول "هذا واحد منهم فرعوا دينموا" فبدأ الضرب ينهال علي من كل جانب و بكل الطرق (الهراوات الركل...) لمدة 8 إلى 10 دقائق ثم نقلوني إلى "الصطافيط" تحت وابل من السب و الشتم و الصفع بقيت هناك أنتظر من التالي و أنا أسمع صراخ رفاقي وهم تحت أرجل كلاب أضريس كان التالي, هو محمد عدلي ثم تلاه الزغديدي ثم بعد الطلاب الأوطاميين واحد تلو الآخر إلى أن ملؤوا ثلاث "صطافيطات" بعد ذلك نقلونا إلى ولاية القمع, دخلت الصطافيطات الثلاث من الباب الخلفي للولاية فأنزلونا في "باركينگ" بعد أن وقف أزيد من 30 رجل قمع في صفين متقابلين فمررنا بينهم تحت الركل و الصفع, دخلنا للولاية, جلس كل الطلاب المعتقلين في بهو الولاية و جاء رجال بزي مدني ينتمون إلى أجهزة القمع (الإستعلامات العامة, الإستخبارات...) و بدأ أحدهم بأسماء مدونة في لائحة "إنها أسماء المناضلين" فبعد برهة نطق إسم عدلي فإقتادوه تحت الصفع, فجاء دوري بنفس الطريقة بعد لحظات قصيرة أحضروا الزغديدي فصرخ "كوميسير" "هادوا بربعة هوم الزعماء تفاهموا معاهم مزيان" دخلنا إلى أحد المكاتب فوضعوا كل واحد منا في زاوية و أوقفونا على ركبتين و وجهونا إلى الحائط فبدأ الجلادون يتفننون في تعذيبنا و هم يحاولون إنتزاع المعطيات من كل واحد منا, جاء 4 أشخاص إلي طلبوا مني أن أخبرهم بما يريدون و إلى فإنني سألقى ما لا يخطر على بالي فقال "دور شوف صاحبك", استدرت و نظرت إلى جمال كان في حالة منهكة نتيجة الضرب المبرح و وجهه لا يكاد يظهر بسبب الدماء فعدت إلى وضعيتي السابقة "واش باغي يوقع ليك بحالو" بقيت صامتا و أنا أفكر في ما وقع لجمال كان ذلك مظهرا رهيبا جدا حينها إنهال علي بالضرب في جميع أنحاء جسمي خاصة على الركبتين إلى أن أصبحتا جد منتفختين فأجبروني على الوقوف عليهما فطلبوا مني ترديد عبارة "عاش الملك" و "منبت الأحرار" و أمام صمتي يزداد غضبهم وقالوا "دير الشميشة" (وهي وضعية يقف فيها الشخص على الركبتين و يمد يديه و هو يحرك أصابعه) و حين قمت في هذه الوضعية ضربني أحدهم أسفل ذراعي برجله ثم أجبرني على مد يدي من جديد و ضربني بالعصى حتى إعتقدت أنها كسرت ثم حضيت بفترة إستراحة و أنا لا أزال على نفس الوضعية "شميشة" لمدة 10 دقائق تقريبا ثم جاءت مجموعة أخرى ليبدأ مسلسل الإستنطاق و التعذيب من جديد و استمرينا على هذه الحال إلى الساعة 8 ليلا بعد أن تعاقب علي أزيد من 6 أو 7 مجموعات, و ثم بعد ذلك تسجيل أقوال من طرف 5 مجموعات ليتم تكبيلنا و اقتادونا نحو "لاكاب" و في الممر سأل أحد رجال القمع ذلك الذي كان يرافقنا "فين غادي بيهم" أجابه "لبيت الماء و الريح" و رد عليه "ولاد القحـ... و إلى ما بغاوش يهدروا دير لزو... الطيارة" نزلنا و وضعنا في "لاكاب" بعد ما تم تجريدنا من حاجياتنا و وضعونا نحن الأربعة في زنازن متفرقة كل واحد في زنزانة بحيث لا نستطيع رؤية بعضنا البعض حتى من وراء القضبان و بقينا هناك بدون أكل و لا فراش في زنزانة هجرتها حتى الجردان, و بعد لحظات تم إنزال 8 طلبة آخرين فأصبح عددنا 12 طالبا و بقينا هناك إلى حدود اليوم الموالي و حتى الساعة الرابعة زوالا تقريبا و بقينا متوترين و قلقين نحاول التخفيف عن أنفسنا ببعض السجائر رغم قلتها, خاصة بعدما أقدم أحدهم على أخد جمال حوالي الساعةالرابعة تحت وابل من السب و الشتم حينها بدأنا نفكر فيما يلقاه رفيقنا و ما ينتظرنا نحن كذلك و بين الحين والآخر كنت أسمع العدلي يناديني متسائلا عن جمال هل عاد أم لا و حتى يطمئن علينا أنا و الزغديدي و عند حوالي الساعة 11 ليلا جمال لم يعد بعد, بعدها نزل شخص آخر وأخد العدلي بالطريقة نفسها لنبقى أنا و الزغديدي في نفس الحالة ننتظر دورنا, أما الطلبة الآخرين فكانت تتم المناداة عليهم و يعودون في غضون 3 إلى 4 ساعات لكتابة المحضر إلا أنهم لم يرو جمال , مرت ساعات من الإنتظار عند حوالي 2 صباحا نزل شخص آخر و لم يعد بعد جمال و العدلي, أخدنا أنا و الزغديدي و كان التساءل عن مصيرنا و مصير رفاقنا هو سيد الموقف أخيرا دخلنا إلى أحد المكاتب فوجدنا هناك كل من العدلي و جمال و آثار التعذيب بادية على أجسادهم نظرت إلى جمال نظرة تساؤلية عن حالته و أجابني بإبتسامة بسيطة و كأنه يسخر مما واجهه, أجبته كذلك بإبتسامة أخرى. فأخد أحدهم جمال و العدلي و بقينا هنا أنا و الزغديدي.
الثانية صباحا, في هذا الوقت المتأخر ستتم كتابة المحضر, تم تعصيب عيني, و بدأ السب و الشتم و الضرب ثم التهديد بالإغتصاب بل وصلت إلى حدود وضع العصا في مؤخرتي و كذلك طلبوا مني الوقوف على ركبتي رغم انتفاخهما الشديد فوق العصا و بدأوا يدحرجوبها , وحين رفضت التوقيع على المحضر لأنني لم أقرأ ما كتب , قال لي أحدهم بصوت خشن "هبطوا يماه للطيارة إلى ما بغاش يسني" و انهالوا علي بالضرب بطريقة متسارعة جدا إلى أن تظاهرت بالإغماء لإيقاف هذا الهجوم , أفرغ علي أحدهم قنينة ماء لأستيقض.. فإضطررت للتوقيع على المحضر. كانت حينها الساعة تشير إلى الثامنة صباحا, نزلنا إلى "لاكاب" تم إقتادونا إلى المحكمة, و بعدها إلى السجن المحلي عين قادوس لتبدأ مرحلة معاناة أخرى خاصة خلال النوم, ففي "بيت الضيافة" الذي قضينا فيه يوما في غرفة طولها 6 أمتار و عرضها 4 أمتار يتكدس حوالي 80 شخصا تصوروا كيف سينامون أما حين نقلنا إلى الزنازن بعدما تم عزلنا كل في زنزانة بمفرده, لازلنا إلى حدود كتابة هذه الأسطر ننام في ممر يسمى "لاﯕار".
إذن فبعد كلما لقيته رفقة رفاقي من تعذيب داخل ولاية القمع لا لشيء إلى لأنني مناضل في صفوف النهج الديمقراطي القاعدي, لا لشيء إلا لأنني أطالب بحقي في التعليم, أستغرب كيف يُقْدِمُ النظام و بكل جرأة عن الحديث عن "طي صفحة الماضي","الإنصاف و المصالحة","العهد الجديد" و "المسلسل الديمقراطي " و غيرها من الشعارات الديماغوجية التي يحاول أن يموه بها الرأي العام, لكن حقيقتها إنكشفت اليوم مرة أخرى على يد الإتحاد الوطني لطلبة المغرب كما سبق و كشفها في محطات سابقة في مواقع جامعية أخرى...
المعتقل السياسي:محمد صالح
رقم :56884
خاضت الجماهير الطلابية معارك نضالية من الحجم الكبير ضد البنود التخريبية لـ(الميثاق الوطني للتربية و التكوين) بإعتباره مخطط طبقي يستهدف حق أبناء الشعب في التعليم, و كانت رئاسة الجامعة و النظام بشكل عام إنسجاما و طبيعته اللاوطنية اللاديمقراطية اللاشعبية عادة ما يلجأ إلى القمع في محاولة لإيقاف المد النضالي للجماهير الطلابية التي إستطاعت إيصال هذا القطاع, قطاع التعليم, الذي يمكن أن نقول عنه أنه قد سَلِمَ نوعا ما من موجة الخوصصة التي طالت كل القطاعات الإجتماعية (الصحة, الماء و الكهرباء, النقل...) بفضل قوة الحركة الطلابية, و إنتظامها من داخل إطارها العتيد الإتحاد الوطني لطلبة المغرب, رغم المحاولات المتكررة للنظام من خلال المخططات الطبقية «الميثاق الطبقي للتربية و التكوين» و الذي وصل إلى النفق المسدود و كذا «المخطط الإستعجالي» و الذي يشكل الآن الرهان (الجديد من حيث الشكل و القديم من حيث المضمون) من أجل تفويت هذا القطاع إلى القطاع الخاص.
و من موقع الدفاع عن مجانية التعليم و إنسجاما و شعار "المجانية أو الإستشهاد" خاض الإتحاد الوطني لطلبة المغرب مجموعة من المعارك النضالية خاصة بموقع ظهر المهراز بفاس.
فبعد نجاح الخطوات النضالية التي خاضتها الجماهير الطلابية بجامعة محمد بن عبد الله خاصة هذه السنة 2009/2008 ضد البنود التخريبية أو ما تبقى منها (نقطة الإقصاء, الموازنة بعد الإستدراك...) بكلية الحقوق حيث جسدها الطلاب بمقاطعة الإمتحانات الخريفية, و بعد أن أبان الطلاب عن مدى تشبتهم بمطالبهم العادلة و المشروعة لم يبقى أمام النظام القائم بالمغرب إلا اللجوء إلى أسلوب القمع و الإعتقال آملا في إيقاف المد النضالي للجماهير الطلابية, و كاشفا بذلك عن طبيعته اللاوطنية اللاديمقراطية اللاشعبية, و هذا ما اتضح يوم الإثنين 23 فبراير 2009 بعدما أقدمت قواة القمع بمختلف أنواعها على اقتحام الحرم الجامعي مستخدما كل أنواع الأسلحة في جو شبيه بالهجوم الذي شنه الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة, و خلف هذا الهجوم إصابات بليغة في صفوف الطلاب و إعتقالات بالجملة حيث كنت أحد المعتقلين بعدما تمت مطاردتنا داخل كلية الحقوق فإنتقلنا إلى كلية العلوم ثم كلية الآداب حيث تم إعتقالي رفقة جمال عصفوري, محمد عدلي, محمد الزغديدي رفقة مجموعة من الطلاب, ثم أجبرونا على الجلوس على الركبتين أمام باب كلية (الآداب) فبدؤ يسألوننا عن أسمائنا سألني أحدهم عن إسمي و ما إن أجبته حتى ألقى بي على الأرض وسط أزيد من 10 من رجال القمع و هو يقول "هذا واحد منهم فرعوا دينموا" فبدأ الضرب ينهال علي من كل جانب و بكل الطرق (الهراوات الركل...) لمدة 8 إلى 10 دقائق ثم نقلوني إلى "الصطافيط" تحت وابل من السب و الشتم و الصفع بقيت هناك أنتظر من التالي و أنا أسمع صراخ رفاقي وهم تحت أرجل كلاب أضريس كان التالي, هو محمد عدلي ثم تلاه الزغديدي ثم بعد الطلاب الأوطاميين واحد تلو الآخر إلى أن ملؤوا ثلاث "صطافيطات" بعد ذلك نقلونا إلى ولاية القمع, دخلت الصطافيطات الثلاث من الباب الخلفي للولاية فأنزلونا في "باركينگ" بعد أن وقف أزيد من 30 رجل قمع في صفين متقابلين فمررنا بينهم تحت الركل و الصفع, دخلنا للولاية, جلس كل الطلاب المعتقلين في بهو الولاية و جاء رجال بزي مدني ينتمون إلى أجهزة القمع (الإستعلامات العامة, الإستخبارات...) و بدأ أحدهم بأسماء مدونة في لائحة "إنها أسماء المناضلين" فبعد برهة نطق إسم عدلي فإقتادوه تحت الصفع, فجاء دوري بنفس الطريقة بعد لحظات قصيرة أحضروا الزغديدي فصرخ "كوميسير" "هادوا بربعة هوم الزعماء تفاهموا معاهم مزيان" دخلنا إلى أحد المكاتب فوضعوا كل واحد منا في زاوية و أوقفونا على ركبتين و وجهونا إلى الحائط فبدأ الجلادون يتفننون في تعذيبنا و هم يحاولون إنتزاع المعطيات من كل واحد منا, جاء 4 أشخاص إلي طلبوا مني أن أخبرهم بما يريدون و إلى فإنني سألقى ما لا يخطر على بالي فقال "دور شوف صاحبك", استدرت و نظرت إلى جمال كان في حالة منهكة نتيجة الضرب المبرح و وجهه لا يكاد يظهر بسبب الدماء فعدت إلى وضعيتي السابقة "واش باغي يوقع ليك بحالو" بقيت صامتا و أنا أفكر في ما وقع لجمال كان ذلك مظهرا رهيبا جدا حينها إنهال علي بالضرب في جميع أنحاء جسمي خاصة على الركبتين إلى أن أصبحتا جد منتفختين فأجبروني على الوقوف عليهما فطلبوا مني ترديد عبارة "عاش الملك" و "منبت الأحرار" و أمام صمتي يزداد غضبهم وقالوا "دير الشميشة" (وهي وضعية يقف فيها الشخص على الركبتين و يمد يديه و هو يحرك أصابعه) و حين قمت في هذه الوضعية ضربني أحدهم أسفل ذراعي برجله ثم أجبرني على مد يدي من جديد و ضربني بالعصى حتى إعتقدت أنها كسرت ثم حضيت بفترة إستراحة و أنا لا أزال على نفس الوضعية "شميشة" لمدة 10 دقائق تقريبا ثم جاءت مجموعة أخرى ليبدأ مسلسل الإستنطاق و التعذيب من جديد و استمرينا على هذه الحال إلى الساعة 8 ليلا بعد أن تعاقب علي أزيد من 6 أو 7 مجموعات, و ثم بعد ذلك تسجيل أقوال من طرف 5 مجموعات ليتم تكبيلنا و اقتادونا نحو "لاكاب" و في الممر سأل أحد رجال القمع ذلك الذي كان يرافقنا "فين غادي بيهم" أجابه "لبيت الماء و الريح" و رد عليه "ولاد القحـ... و إلى ما بغاوش يهدروا دير لزو... الطيارة" نزلنا و وضعنا في "لاكاب" بعد ما تم تجريدنا من حاجياتنا و وضعونا نحن الأربعة في زنازن متفرقة كل واحد في زنزانة بحيث لا نستطيع رؤية بعضنا البعض حتى من وراء القضبان و بقينا هناك بدون أكل و لا فراش في زنزانة هجرتها حتى الجردان, و بعد لحظات تم إنزال 8 طلبة آخرين فأصبح عددنا 12 طالبا و بقينا هناك إلى حدود اليوم الموالي و حتى الساعة الرابعة زوالا تقريبا و بقينا متوترين و قلقين نحاول التخفيف عن أنفسنا ببعض السجائر رغم قلتها, خاصة بعدما أقدم أحدهم على أخد جمال حوالي الساعةالرابعة تحت وابل من السب و الشتم حينها بدأنا نفكر فيما يلقاه رفيقنا و ما ينتظرنا نحن كذلك و بين الحين والآخر كنت أسمع العدلي يناديني متسائلا عن جمال هل عاد أم لا و حتى يطمئن علينا أنا و الزغديدي و عند حوالي الساعة 11 ليلا جمال لم يعد بعد, بعدها نزل شخص آخر وأخد العدلي بالطريقة نفسها لنبقى أنا و الزغديدي في نفس الحالة ننتظر دورنا, أما الطلبة الآخرين فكانت تتم المناداة عليهم و يعودون في غضون 3 إلى 4 ساعات لكتابة المحضر إلا أنهم لم يرو جمال , مرت ساعات من الإنتظار عند حوالي 2 صباحا نزل شخص آخر و لم يعد بعد جمال و العدلي, أخدنا أنا و الزغديدي و كان التساءل عن مصيرنا و مصير رفاقنا هو سيد الموقف أخيرا دخلنا إلى أحد المكاتب فوجدنا هناك كل من العدلي و جمال و آثار التعذيب بادية على أجسادهم نظرت إلى جمال نظرة تساؤلية عن حالته و أجابني بإبتسامة بسيطة و كأنه يسخر مما واجهه, أجبته كذلك بإبتسامة أخرى. فأخد أحدهم جمال و العدلي و بقينا هنا أنا و الزغديدي.
الثانية صباحا, في هذا الوقت المتأخر ستتم كتابة المحضر, تم تعصيب عيني, و بدأ السب و الشتم و الضرب ثم التهديد بالإغتصاب بل وصلت إلى حدود وضع العصا في مؤخرتي و كذلك طلبوا مني الوقوف على ركبتي رغم انتفاخهما الشديد فوق العصا و بدأوا يدحرجوبها , وحين رفضت التوقيع على المحضر لأنني لم أقرأ ما كتب , قال لي أحدهم بصوت خشن "هبطوا يماه للطيارة إلى ما بغاش يسني" و انهالوا علي بالضرب بطريقة متسارعة جدا إلى أن تظاهرت بالإغماء لإيقاف هذا الهجوم , أفرغ علي أحدهم قنينة ماء لأستيقض.. فإضطررت للتوقيع على المحضر. كانت حينها الساعة تشير إلى الثامنة صباحا, نزلنا إلى "لاكاب" تم إقتادونا إلى المحكمة, و بعدها إلى السجن المحلي عين قادوس لتبدأ مرحلة معاناة أخرى خاصة خلال النوم, ففي "بيت الضيافة" الذي قضينا فيه يوما في غرفة طولها 6 أمتار و عرضها 4 أمتار يتكدس حوالي 80 شخصا تصوروا كيف سينامون أما حين نقلنا إلى الزنازن بعدما تم عزلنا كل في زنزانة بمفرده, لازلنا إلى حدود كتابة هذه الأسطر ننام في ممر يسمى "لاﯕار".
إذن فبعد كلما لقيته رفقة رفاقي من تعذيب داخل ولاية القمع لا لشيء إلى لأنني مناضل في صفوف النهج الديمقراطي القاعدي, لا لشيء إلا لأنني أطالب بحقي في التعليم, أستغرب كيف يُقْدِمُ النظام و بكل جرأة عن الحديث عن "طي صفحة الماضي","الإنصاف و المصالحة","العهد الجديد" و "المسلسل الديمقراطي " و غيرها من الشعارات الديماغوجية التي يحاول أن يموه بها الرأي العام, لكن حقيقتها إنكشفت اليوم مرة أخرى على يد الإتحاد الوطني لطلبة المغرب كما سبق و كشفها في محطات سابقة في مواقع جامعية أخرى...
المعتقل السياسي:محمد صالح
رقم :56884
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق