أيها الرفاق، أيتها الرفيقة الغالية،
لقد نزع إضرابكم البطولي عن الأصفاد، الزهور الوهمية التي حاولت أن تغطيها أكاذيب " الانصاف والمصالحة" و"طي صفحة الماضي" ،وفتح صفحة جديدة مشرقة في سجل الكفاح الشعبي من أجل الحرية والكرامة. فالنضال ضد ظروف السجن القاسية، هو بصورة غير مباشرة نضال ضد النظام القائم الذي يشكل الاعتقال السياسي وجهه البشع،ويثبت أنه لايتقدم إلا من جانبه المتعفن .
ومن هذا المنطلق، أرى بأن معركتكم قد ساهمت في إبراز مدى الانسجام العميق للطلبة القاعديين مع مواقفهم السياسية وفي مقدمتها موقفهم الثوري والمبدئي من قضية الاعتقال السياسي بما هي "قضية طبقية" ،وما المواجهة الشرسة التي أبنتم عنها خلال هذه المعركة داخل زنازين العار سوى ترجمة عملية لهذا الموقف الماركسي اللينيني على أرض الواقع.
أيها الرفاق ،
إنكم بمعركتكم البطولية هذه،تساهمون إلى حد كبير في دعم النضال الشعبي العارم، الذي يشهده عدد من مواقع الكدح والصمود، وبالتالي تنخرطون في نضالات الحركة الجماهيرية من موقع الإنحياز الطبقي لخط الجماهير الشعبية الذي تجسده الإيديولوجية الماركسية اللينينية ،باعتبارها أرقى أشكال التعبير النظري والسياسي عن تطور التاريخ البشري في مرحلته الحالية ( مرحلة سيادة الاحتكارات المالية ).
لكن أيها الرفاق، ففي المعمعة – وعلى حد تعبير ماركس- ليس المطلوب معرفة ما إذا كان الخصم نبيلا ،أو كان ندا لك من حيث المنزلة، أو كان ذا أهمية، وإنما المطلوب هو إصابته. لذلك أرى بأن إضرابكم البطولي عن الطعام الذي بلغ يومه 47 قد تمكن من تحقيق أهدافه السياسية، بحيث أصاب النظام في عمقه ، وأسقط القناع عن شعاراته الواهية، وفضح طبيعته الدموية المعادية لكل المطالب المادية والديمقراطية لجماهير شعبنا المكافح. هذا فضلا عن كونه أثبت لكل المهادنين و الواهمين بأن لا مصالحة ممكنة إلا مع منطق التاريخ الذي يضع في المرحلة التاريخية الراهنة، وبمنطق تناقضاته- وأساس هذا التناقض التناحري بين الرأسمال و العمل المأجور- الطبقة العاملة وعموم الكادحين في مقدمة النضال التحرري الوطني على طريق النضال التحرري الاشتراكي، وذلك في ظل صيرورة ثورية متواصلة وغير منقطعة تتبوأ فيها الطبقة العاملة قيادة هذا النضال، بفضل حزبها الماركسي اللينيني .
أيها الرفاق ،
تيقنوا بأنه لا أخفاق ينتظر المناضلين المؤمنين بقضيتهم في منعطف الطريق، فإن كسا الطريق شيء من الفشل، كان الفشل في حد ذاته لونا من ألوان الانتصار...
وفي الأخير ، أرى بأن النهج السديد الذي يتعين سلكه حاليا، هو العمل بالمنطق اللينيني "" خطوة إلى الوراء من أجل خطوتان إلى الأمام"،فقد حان الوقت للحفاظ على الإمكانات والطاقات النضالية بوقف الإضراب والاستعداد للخطوات اللاحقة.
مع مودتي الرفاقية
عن المعتقل السياسي السابق
محمد بوطيب
وجدة في 25 يوليوز 2008
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق