الثلاثاء، 1 سبتمبر 2009

حوار مع المعتقلين السياسيين بمراكش الجزء الأول


كيف تم اعتقالكم ؟

يعتبر التعليم واحدا من حقول الصراع الطبقي التي عرفت صراعا ضاريا ما بين الجماهير الشعبية و النظام القائم منذ الاستقلال الشكلي . فلطالما حاول النظام خوصصة هذا القطاع و اجتثاث أي فعل نضالي سواء الحركة الطلابية أو الحركة التلاميذية ، و لطالما قاومت الجماهير محاولات النظام هاته مفجرة آيات من البطولة و الصمود ( كانتفاضة 1965 المجيدة ، معارك الحركة الطلابية و الحركة التلاميذية ، عدد الشهداء ...) .

و لقد عرفت العشر سنوات الأخيرة صراعا ضاريا بين الحركة الطلابية و النظام القائم جعل التعليم يحتل واجهة الصراع الطبقي ببلادنا ، خاصة بعد إنزال الميثاق الوطني للتربية و التكوين سنة 2003 في الجامعات ، حيث ستشهد هاته الأخيرة و في العديد من المواقع الجامعية ( مكناس ، وجدة ، أكادير ، فاس ،الراشيدية ، تازة ، مراكش ،...)معارك نضالية قوية ضد بنود هذا الميثاق الهادفة إلى ضرب مجانية التعليم و تصفية الحركة الطلابية ، في شخص نقابتها الصامدة أوطم و جعل التعليم سوق لإنتاج السلع ، و بالتالي إنتاج و إعادة إنتاج نفس العلاقات الرأسمالية السائدة القائمة على الاستغلال ، هاته المعارك التي سيخوضها الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بقيادة النهج الديمقراطي القاعدي ، المؤطرة بشعار “المجانية أو الاستشهاد” و “البرنامج المرحلي”برنامجنا في الحركة الطلابية ، ستعرف تقديم تضحيات جسام ( اعتقالات ،معطوبين ، شهداء كان آخرهم الشهيد عبد الرزاق الكادري بموقع مراكش هاته السنة ، و خلال الموسم الجامعي 2007/2008 ، عرفت جامعة القاضي عياض معارك نضالية للاتحاد الوطني لطلبة المغرب في نفس سياق المعارك الماضية ، خاصة بعد القفزات النوعية التي عرفها الموقع بقيادة النهج الديمقراطي القاعدي ، حيث ستعرف هاته السنة انخراط واسع للمناضلين القاعديين إلى جانب الطلاب في مختلف المحطات النضالية التي ستنظم بمدينة مراكش من أجل ، الصحة ، التعليم ، ضد غلاء الأسعار ... و باعتبارنا مناضلين قاعديين تحملنا مسؤوليتنا النضالية في الجامعة و خارجها ، و أصبحنا ملاحقين من طرف البوليس ليل نهار ، حيث سيقوم هذا الأخير باختطاف الرفيق عبد الحكيم اسنابلة يوم 10 أكتوبر 2007 من أمام كلية الحقوق ، و يودع السجن بحكم نهائي 6 أشهر سجنا نافذة بعد محاكمة صورية سبقتها محاضر مطبوخة على إيقاع تعذيب شديد و بعد شهران من الحدث و بالضبط يوم 11 دجنبر من نفس السنة سيختطف ثلاث رفاق ميلود إكرض ، جلال القطبي ، عزيز أيت القويد من منازلهم بكل من (امينتانوت ، العطاوية ، تارودانت ) على التوالي و بعد شهران و نصف من المحاكمة المسرحية و بعد تأجج الأوضاع في الجامعة ، بعدما رفعنا ملفا مطلبيا يهم كل إشكالات الطلبة ( منح ، صحة ، تغذية ، الحرية السياسية و النقابية داخل الجامعة ...) و بعد طرد 8 مناضلين 4 منهم قاعديين ، لنشاطهم النضالي داخل الجامعة ، ستخوض الجماهير الطلابية معارك قوية لإطلاق سراح المعتقلين و ارجاع المطرودين و تحقيق كل نقاط الملف المطلبي، و بعد الضغط القوي سيتم إطلاق سراح الرفاق الثلاثة المعتقلين .

إن هذا الزخم النضالي بقيادة النهج الديمقراطي القاعدي سيتفجر في أحداث التسمم يوم 25 أبريل 2008 ، بعد تسميم 21 طالبا بالحي الجامعي ، حيث ستطالب الجماهير الطلابية بمجانية التطبيب و محاكمة المتورطين في هذا التسمم ، إلا أنها ستجابه بقمع شديد ، حيث ستهجم كل قوات القمع على مسيرة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب المنظمة عقب الأحداث مباشرة ، إلا أن الجماهير الطلابية لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا الهجوم بل ستدافع بكل بسالة على الحرم الجامعي ، و أيام قليلة بعد ذلك و في فاتح ماي ستعرف التظاهرة المنظمة بمناسبة عيد الطبقة العاملة ، حضورا وازنا لنا نحن المناضلين القاعديين إلى جانب الطلاب ، من أجل الدفاع عن حقوق الشغيلة و هو ما سيستنفر كل قوات القمع التي ظلت تتربص بالمناضلين إلى نهاية التظاهرة ، و في يوم 14 ماي كان من المقرر إجراء حوار مع رئاسة الجامعة من اجل ارجاع المطرودين و تحقيق الملف المطلبي ، و عند توجهنا إلى رئاسة الجامعة من اجل الحوار سنفاجئ بإنزال رهيب و تطويق لمختلف الجامعات و الأحياء المجاورة ، مما سيدفعنا للاحتماء داخل الحي الجامعي . دقائق قليلة بعد ذلك و بالضبط 14:30 سيبدأ النظام القائم هجومه من أجل اجتثاث الحركة الطلابية بموقع مراكش ، مستعملا غازات سامة و قنابل مسيلة للدموع و زجاجات حارقة ، سيوف ، جرافات ، و سيزج بمناضلين من على سطح عمارة بأربع طوابق ، و بعد احتلال الحي الجامعي حوالي الساعة السادسة و اعتقال المئات ، سيحتفظ النظام القائم بسبعة مناضلين و سيبدأ جريمته البشعة حيث سيعمد إلى إحراق الحي الجامعي و تخريب الخزانة و سرقة ممتلكات الطلاب ، ليهيئ الأرضية لمحاكمة المناضلين بتهم جنائية ثقيلة بعدما كشفت له المعارك السابقة أن السجن لا يزيد المناضلين إلا صمودا و إصرارا ، و في اليوم الموالي و بعد إفلاتنا من يد قوات القمع و معاينتنا للمجزرة الرهيبة في حق الطلاب و الحرم الجامعي ، توجهنا للكلية من منطلق مسؤوليتنا و لفضح هاته الجريمة التي كنا ندرك أن النظام القائم سيحاول أن يلف حوله رأي عام يدين الطلاب و المناضلين و يتهمهم بالشغب ليبرئ ذمته ، و بعد نزولنا بدقائق كنا عرضة لتطويق رهيب، و اعتقلنا نحن مجموعة زهرة باستثناء الرفيقين جلال القطبي و يوسف العلوي اللذان اعتقلا في اليوم الموالي من منزلهما بحي سيدي عباد ، و بعد تعذيب شديد ، وضعت على أعيننا العصابات السوداء و حملنا إلى مخفر جامع الفناء الرهيب ، و هناك سنعرف المعنى الحقيقي لطي صفحة الماضي و لحقوق الإنسان ، حيث سنتعرض لتعذيب شديد من اجل انتزاع اعترافات بتهم لم نرتكبها و بعد صمودنا و رفضنا التوقيع على محاضر لم نسمعها و لم نقرأها ، أحلنا بعد أيام من التعذيب و التجويع على قاضي التحقيق ثم على السجن .



ليست هناك تعليقات: