الأربعاء، 22 أبريل 2009

تقرير حول الوقفة الاحتجاجية أمام محكمة الاستئناف بفاس

تقرير حول الوقفة الاحتجاجية
أمام محكمة الاستئناف بفاس

منذ اعتقال مناضلي الإتحاد الوطني لطلبة المغرب والزج بأحد عشر منهم في زنازين السجن المحلي-عين قادوس-بفاس، ومتابعة اثنان منهم في حالة سراح مؤقت، على إثر الحملات القمعية الشرسة والمتتالية التي يشنها النظام القائم على الحركة الطلابية بموقع ظهر المهراز، فتحت جبهة أخرى للنضال على أرضية الاعتقال السياسي، وانضافت قوة أخرى في النضال إلى جانب الجماهير الطلابية. إنها عائلات المعتقلين السياسيين التي لم تتوانى للحظة واحدة في تقديم كافة أشكال الدعم والوقوف إلى جانب فلذات أكبادها الذين اختطفتهم أيادي الهمجية وزجت بهم خلف القضبان، حيث خاضت عدة خطوات نضالية بمعية الجماهير الطلابية منذ أن تشكلت لجنة عائلات المعتقلين السياسيين بإشراف من لجنة المعتقل المنضوية تحت لواء الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، من بينها تنظيم وقفة احتجاجية أمام باب معتقل-عين قادوس-وكذلك حضورها القوي بمدينة صفرو في المهرجان الخطابي التضامني مع المعتقلين السياسيين الذي نظمته لجنة المعتقل بتنسيق مع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع صفرو…وبعد هذه الخطوات كانت عائلات المعتقلين السياسيين إلى جانب الجماهير الطلابية وبعض مناضلي الشعب المغربي الشرفاء، على موعد مع محطة نضالية أخرى صبيحة يوم الثلاثاء 21-04-2009، يوم إحالة المعتقلين السياسيين الثلاثة عشر على قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بفاس في إطار التحقيق التفصيلي.
حالة تأهب قصوى، إنزال قمعي مكثف، إنها حالة المدينة الجامعية صبيحة هذا اليوم، حيث قامت جحافل القمع بتطويق كل المنافذ المؤدية إلى داخل وخارج الجامعة وكذا وسط المدينة الجامعية حيث توجد محكمة الاستئناف .إلا أن الجماهير الطلابية استطاعت بجميع الوسائل الوصول إلى ساحة فلورانس، هاته الأخيرة كانت بدورها مملوءة بأجهزة القمع السرية والعلنية منها، التي حاصرت العائلات والطلاب لمنع كل من حاول الالتحاق بالوقفة الاحتجاجية، وبعد أن تم إدخال المعتقلين السياسيين سرا إلى المحكمة، تعرضت إحدى الرفيقات إلى ضرب مبرح على يد عدة عناصر من قوى القمع فسقطت مغمى عليها، ليتم بعد ذلك نقلها إلى المستشفى بعدما قضت حوالي نصف ساعة طريحة الأرض.
وبمجرد إعلان تأجيل جلسة التحقيق التفصيلي إلى غاية 06 ـ 05ـ 2009 ، وبعد أن كان الاتحاد الوطني لطلبة المغرب ينضم حلقية نقاش أمام المحكمة، والتي عرفت حضورا وازنا لأبناء الجماهير الشعبية، وأمام أنظار الكل، قامت قوى القمع بتدخل همجي خلف إصابات بليغة في صفوف الطلاب وعائلات المعتقلين السياسيين وكذا بعض مناضلي الشعب المغربي، إذ أصيب أحد الرفاق إصابة بليغة على مستوى الرأس نقل على إثرها إلى المستشفى، وبعد مطاردات هوليودية وسط المدينة، قامت الأجهزة القمعية باختطاف الرفيق محمد السلاسي المتابع في حالة سراح مؤقت، وبعد تلقي الجلادين لاتصال هاتفي جاء فيه " ديو مو لفسحة حيث مايشفو حتى واحد " تم اقتياده معصوب العينين إلى إحدى الغابات بطريق إيموزار لترتكب في حقه كل أنواع التعذيب ( الفلقة، الضرب على كافة أنحاء الجسم…) كما تم تجريده من ملابسه وسلب ممتلكاته وتركه مغمى عليه وسط الغابة.
وبعد ذلك التحقت العائلات والطلاب وكل المناضلين الذين حضروا إلى جانبهم إلى القلعة الحصينة ظهر المهراز، حيث تم استقبال العائلات بساحة 20 يناير وأعلنت حالت استنفار قصوى، تلتها تظاهرة عارمة جابت أرجاء الجامعة، تنديدا واستنكارا للمحاكمات الصورية في حق المعتقلين السياسيين وللتدخل الهمجي للنظام القائم الذي كشف مرة أخرى عن طبيعته الدموية والحقد الكبير الذي يكنه للشعب المغربي الكادح. وأكدت عائلات المعتقلين السياسيين في كلمة لها من داخل حلقية نقاش نظمها الاتحاد الوطني لطلبة المغرب عزمها التصعيد في الخطوات النضالية حتى إطلاق سراح أبنائها، بالرغم من كل المحاولات الإرهابية الرامية إلى إنتاج تراجعهم وردتهم المستحيلة.
كما كان لهذا اليوم النضالي المشهود صدى من داخل موقع تازة، إذ قامت الجماهير الطلابية ومناضليها من داخل إطارها العتيد أوطم بتجسيد خطوة نضالية تمثلت في مقاطعة شاملة للدروس لمدة ساعتين، تضامنا مع المعتقلين السياسيين وتنديدا بالمحاكمات الصورية في حقهم والقمع المسلط على عائلاتهم.
وفي الأخير نحيي الجماهير الطلابية وكل مناضلي الشعب المغربي الشرفاء على وقوفهم في مختلف المحطات النضالية إلى جانب المعتقلين السياسيين، وتقديمهم لكل أشكال الدعم المادي والمعنوي.
فما دامت القناعات راسخة بضرورة المقاومة والمجابهة، فإن التصعيد يبقى هو الخيار الأنسب حتى تحقيق الخلاص.


عن لجنة المعتقل
الإتحاد الوطني لطلبة المغرب بفاس

ليست هناك تعليقات: